العشر الاواخر من رمضان

U

نَـفَحَاتُ الـعَشْر الأواخِر

الْحَمْدُ للهِ خَالِقِ السَّمَاواتِ والأرضِ، سُبْحَانَهُ فَضَّـلَ بَعْضَ الأيَّامِ عَلَى بَعْضٍ، وَأشهَدُ أن لاَّ إلهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، أكْرَمَنَا بِبُلُوغِ العَشرِ الأواخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، وَزَيَّـنَهَا بِلَيلَةٍ هِيَ خَيرُ لَيِالِي العَامِ، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، لَمْ يَزَلْ لِرَبِّهِ عَابِدًا وَقَانِتًا مُغتَنِمًا لِلأجْرِ، رَاجِيًا مِنْ رَبِّهِ المَثُوبَةَ وَالفَضْلَ، rوَعَلَى آلهِ وَصَحبِهِ أَجمَعِينَ، وَعَلَى كُلِّ مَنْ سَارَ عَلَى دَربِهِ إلى يَومِ الدِّينِ.

أمَّا بَعْدُ، فَيِا عِبَادَ اللهِ:

مَشَاعِرُ إِيْمَانِيَّةٌ مَلأَتْ قُلُوبَنَا وَنَحْنُ نَستَقبِلُ هَذَا الشَّهْرَ المُبَارَكَ، وَكُلُّ رَجَائِنَا فِي أنْ يُوَفِّقَنَا اللهُ لِلْْعَمَلِ الصَّالِحِ، فَشَمَّرَ المُجِدُّونَ، واجتَهَدَ المُخلِصَونَ، فَوجَدُوا رَبًّا رَحِيمًا، وَشهرًا فِيهِ الخَيْرُ والبَرَكَاتُ، ]ﮘ   ﮙ  ﮚ  ﮛ  ﮜ  ﮝ  ﮞ  ﮟ   ﮠ  ﮡ  ﮢ  ﮣ[([1])،وَهَا هِيَ صَفْوَةُ أيَّامِ هذا الشَّهْرِ قَدْ أهَلَّتْ، وَشَمْسُ العَشْرِ الأواخِرِ قَدْ أَشرَقَتْ، لَيالٍ تَنزِلُ فِيهَا الرَّحَمَاتُ، وَتَعظُمُ فِيهَا أُجُورُ الطَّاعَاتِ، فَهنيئًا لَكُمْ أنْ بَلَغتُمُوهَا، وَحَمْدًا للهِ أنْ أَمَدَّ فِي آجَالِكُمْ حَتَى أدْرَكتُمُوهَا، فَطُوبَى لِمَنْ عَرَفَ قَدْرَهَا، وأَدْرَكَ عَظِيمَ فَضلِهَا، فَإنَّهَا واللهِ نِعْمَةٌ كُبرَى، وإنَّ مِنْ تَمَامِ شُكرِ هَذِهِ النِّعْمَةِ أنْ نَغتَنِمَهَا بِالأعمَالِ الصَّالِحَةِ، فَأينَ أولُو الهِمَمِ؟ وَأينَ المُشَمِّرُونَ عَنْ سَاعِدِ الجِدِّ؟ إنَّ التَاجِرَ اللَّبِيبَ مَنْ أحْسَنَ اغْتِنَامَ المَوَاسِمِ، وَطَاعَةُ اللهِ هِي أعظَمُ تِجَارَةٍ، وَعِبَادَتُهُ خَيرُ مَكْسَبٍ، بِلْ هِيَ سِرُّ وُجُودِنَا، وَقَبُولُهَا عِندَ اللهِ هِيَ الرِّبْحُ الحَقِيقِيُّ، يَقُولُ المَولَى عَزَّ وَجَلَّ: ]ﭳ   ﭴ  ﭵ  ﭶ  ﭷ  ﭸ[([2])،وَيَقُولُ عَزَّ قَائِلاً حَكِيمًا: ]ﮟ  ﮠ   ﮡ  ﮢ  ﮣ       ﮤ  ﮥ     ﮦ  ﮧ  ﮨ  ﮩ   ،  ﮫ  ﮬ  ﮭ  ﮮ     ﮯ  ﮰ  ﮱ  ﯓ        ﯔﯕ  ﯖ     ﯗ     ﯘ  ﯙ   ﯚ           ﯛ[([3])،إنَّكُمْ تُتَاجِرُونَ فِي سِلْعَةٍ ثَمِينَةٍ، وَبِضَاعَةٍ غَالِيَةٍ، إِنَّهَا الجَنَّةُ وَكَفَى بِهَا مَغْنَمًا، يَقُولُ المُصْطَفَى r: ((مَنْ خَافَ أدْلَجَ، وَمَنْ أدْلَجَ بَلَغَ المَنْزِلَ، أَلاَ إنَّ سِلعَةَ اللهِ غَالِيَةٌ، أَلاَ إنَّ سِلْعَةَ اللهِ الجنَّةُ)).

أيُّهَا المُسلِمُونَ:

سُورَةٌ نَحفَظُهَا صِغَارًا وَكِبارًا، وَكَثِيرًا مَا نَقْرَأُهَا فِي صَلاتِنَا، سُمِّيَتْ بِاسْمِ لَيْلَةٍ عَظِيمٍ خَيْرُهَا، كَثِيرَةٍ نَفَحَاتُهَا، إنَّهَا سُورَةُ القَدْرِ، أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيم ]ﭑ  ﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕ  ،  ﭗ  ﭘ  ﭙ  ﭚ  ﭛ      ،     ﭝ  ﭞ         ﭟ  ﭠ  ﭡ  ﭢ   ،  ﭤ  ﭥ  ﭦ   ﭧ  ﭨ   ﭩ  ﭪ  ﭫ     ﭬ     ،  ﭮ  ﭯ  ﭰ  ﭱ  ﭲ[([4])،يَقْرَأُ المُؤْمِنُ عَنْ لَيْلَةٍ هِيَ أَفْضَلُ مِنْ ألْفِ شَهْرٍ، أَيْ أَفْضَلُ مِنْ ثَمَانِينَ سَنَةً، فَتَتُوقُ نَفْسُهُ إِلَى اغتِنَامِ فَضْلِهَا، وَالحُصُولِ عَلَى بِرَكَاتِهَا، يَقُولُ المُصطَفَى r: ((إنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ خَيرًا كَثِيرًا، وَلا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إلاَّ مَحْرُومٌ))، وَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيكُمْ بِبُلُوغِ هَذِهِ اللَّيَالِي العَشْرِ، وَلَيلَةُ القَدْرِ هِيَ إِحْدَاهَا، يَقُولُ النَّبِيُّ r: ((اِلتَمِسُوهَا فِي العَشْرِ الأَواخِرِ، وَالتَمِسُوهَا فِي كُلِّ وِتْرٍ))، فَهَلاَّ حَرَصْنَا عَلَى تَحَرِّيهَا وَإِحْيَائِهَا، لِنَنَالَ بُشْرَى سَيِّدِ الخَلْقِ rحَيثُ قَالَ: ((مَنْ قَامَ لَيلَةَ القَدْرِ إيمَانًا وَاحتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ))، وَقَدْ أخفَى اللهُ وَقْتَهَا تَحْدِيدًا، وَلَعَلَّ مِنْ حِكْمَةِ ذَلِكَ أَنْ نَجتَهِدَ فِي جَمِيعِ هَذِهِ اللَّيَالِي، وَنَحْرِصَ عَلَى إحْيِائِهَا بِالصَّلاةِ وَالذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ، وَنَسَمَاتُ آخِرِ اللَّيلِ مَظِنَّةُ إِجَابَةِ الدَّعَواتِ، قِيلَ لِلنَّبِيِّ r: أَيُّ الدُّعَاءِ أَسْمَعُ؟ قال: ((جَوفُ اللَّيلِ الآخِرِ، وَدُبُرُ الصَّـلَواتِ المَكْـتُوبَاتِ))، وَقَدْ سَأَلَتْ أمُّ المُؤمِنِينَ عَائِشَةُ  - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - رَسُولَ اللهِ rعَمَّا تَدْعُو بِهِ فِي لَيلَةِ القَدْرِ إِنْ هِيَ عَلِمَتْهَا، فَأَرشَدَهَا أَنْ تَقُولَ: ((اللهُمَّ إنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعفُ عَنِّي)).

أَيُّها المُؤمِنُونَ:

إِنَّ إِدْرَاكَ المُسلِمِ لِفَضَائِلِ العَشْرِ الأَوَاخِرِ لا يَعْـنِي أَنْ يَدَّخِرَ هَذَا الخَيْرَ لِنَفْسِهِ، بَلْ لا بُدَّ أَنْ يَشْتَرِكَ أَهْـلُ البَيْتِ فِي اغْتِنَامِ هَذِهِ الفُرْصَةِ وَالتَّقَدُّمِ إِلَى اللهِ تَعَالَى بِأَنْوَاعِ القُرُبَاتِ وَالطَّاعَاتِ، لَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ rإِذَا دَخَلَتِ العَشْرُ أَعْـلَنَ حَالَةً مِنَ اليَقَظَةِ فِي بَيْـتِهِ تَلُفُّ عَلَى أُسْرَتِهِ وَنِسَائِهِ، وَكَانَ يَمُرُّ عَلَى ابنَتِهِ فَاطِمَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-وَزَوْجِهَـا عَلِـيٍّ - كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ - فَيَطْرُقُ عَلَيْهِمُ البَابَ لَيْلاً وَهُوَ يَتْلُو قَولَهُ تَعَالَى: ]ﮰ  ﮱ   ﯓ     ﯔ   ﯕﯖ  ﯗ  ﯘ  ﯙﯚ  ﯛ  ﯜﯝ  ﯞ  ﯟ  [([5])،فَتَرْغِيبُ الأُسْرَةِ مِنَ الزَّوْجَةِ وَالأَوْلادِ وَالأَقَارِبِ فِي اغتِنَامِ العَشْرِ الأَخِيرَةِ مِنْ رَمَضَانَ؛ يَعُودُ بِالخَيْرِ عَلَى المُسلِمِ فِي نَفْسِهِ وَأَهْـلِهِ، وَهُوَ مِنَ التَّعَاوُنِ عَلَى البِرِّ، وَالإِعَانَةِ عَلَى طَرِيقِ الخَيْرِ.

فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ -، وَتَعَاوَنُوا علَى البِرِّ والتَّـقْوَى، وَالْهَجُوا بِالذِّكْرِ وَالاستِغْفَارِ وَالدُّعَاءِ، وَاسْـأَلُوا اللهَ أَنْ يَتَقَبَّـلَ فِيهِ مِنْكُمْ صَالِحَ الأَعْمَالِ، وَأَنْ يُعِينَكُمْ عَلَى ذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ وَحُسْنِ عِبَادَتِهِ.

      أقُولُ قَوْلي هَذَا   وَأسْتغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ   لي وَلَكُمْ،   فَاسْتغْفِرُوهُ   يَغْفِرْ لَكُمْ    إِنهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ،  وَادْعُوهُ يَسْتجِبْ لَكُمْ   إِنهُ هُوَ البَرُّ الكَرِيْمُ.

*** *** ***

الْحَمْدُ للهِ وَلِيِّ الإِنْعَامِ وَالإِحْسَانِ، أَحْمَدُهُ حَمْدًا أَنَالُ بِهِ رِضَاهُ وَالجِنَانَ، وَأَسْـأَلُهُ أَنْ يُتِمَّ عَلَيْـنَا نِعْمَتَهُ فِي رَمَضَانَ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ،وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَنَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،أَشْرَفُ مَخْلُوقٍ وَأَكْرَمُ إِنْسَانٍ، rوَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ ذَوِي الصِّدقِ فِي الإِيْمَانِ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ القِيَامِ للهِ الوَاحِدِ الدَّيَّانِ.

أَمَّا بَعْدُ، فَيَا عِبَادَ اللهِ:

مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَبدَؤُونَ شَهْرَهُمْ بِهِمَّةٍ وَنَشَاطٍ، تَرَاهُمْ فِي العِبَادَةِ فِي مُقَدِّمَةِ الصُّفُوفِ، وَفَي المُجتَمَعِ مِنَ المُسَارِعِينَ لِلخَيْرِ وَالمَعْرُوفِ، يَعْكُفُونَ عَلَى كِتَابِ اللهِ تِلاوَةً وَتَدَبُّرًا، وَيُقبِلُونَ عَلَى رَبِّهِمْ عِبَادَةً وَذِكْرًا، فَإِذا ذَهَبَ بَعْضُ الشَّهْرِ رَحَلَ بَعْضُ نَشَاطِهِمْ، حَتَى إذا وَصَلُوا إلى العَشْرِ الأَواخِرِ، اعتَرَاهُمُ المَلَلُ، وَغَلَبَ عَليهِمُ الكَسَلُ، أَمَا عَلِمُوا أنَّها أيَّامُ عِتْقٍ مِنَ النَّارِ؟ فَهَلْ يَزهَدُ المُؤمِنُ فِي هَذَا المَكْسَبِ العَظِيمِ، وَيَرْضَى بِمَا دُونَهُ؟ لِنَتَامَّـلْ سِيْرَةَ إمَامِ المُرسَلِينَ r، وَلْنَستَمِعْ إلى السَيِّدة عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا -وَهِيَ تَحْكِي لَنَا كَيْفَ كَانَ يَقْضِي rهَذِهِ الأيَّامَ المُبَارَكَةَ؟ تَقُولُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا -: ((كَانَ النَّبِيُّ rإذا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيلَهُ، وَأيقَظَ أهلَهُ))، هَكَذَا كَانَ المُصْطَفَى rوَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، فَهَلاَّ اقتَدَينَا بِهِ؟ صَحِيحٌ أَنَّ النَّاسَ تَتَجَهَّزُ لِقُدُومِ العِيدِ السَّعِيدِ، وَتَوفِيرِ مُستَلْزَمَاتِهِ، غَيْرَ أَنَّ ذَلِكَ لا يَنْبَغِي أَنْ يَأْكُلَ أوقَاتَ المُؤمِنِ الثَّمِينَةَ، أَوْ يَصْرِفَهُ عَنِ الثَّوَابِ العَظِيمِ، بَلْ عَلَيهِ أَنْ يَجْعَلَ لِكُلِّ شَيءٍ وَقْتَهُ، فَهَكَذَا رَبَّانَا الإِسْلامُ، وَهَكَذَا عَلَينَا أنْ نُرَبِّيَ أَبنَاءَنَا.

 

فاتَّقُوا اللهَ - عِبادَ اللهِ -، وَاغتَنِمُوا العَشْرَ الأوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ،وجَدِّدُوا عَزْمَكُمْ عَلَى مُوَاصَلَةِ العِبادَةِ، وَأرُوا رَبَّـكُمْ مِنْ أنفُسِكُمْ خَيْرًا،وَاحْرِصُوا عَلَى أَنْ يَكُونَ آخِرُ شَهْرِكُمْ خَيْرًا مِنْ أَوَّلِهِ.نَسْـأَلُ اللهَ تَعَالَى أَنْ يُوَفِّقَنَا جَمِيعًا لِمَا يُحِبُّ وَيَرْضَى، وَأَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ أَهْـلِ لَيْـلَةِ القَدْرِ، وَأَنْ يُعْـتِقَ رِقَابَنَا مِنَ النَّارِ.

هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْمًا: )ﭲ  ﭳ  ﭴ  ﭵ   ﭶ  ﭷﭸ  ﭹ  ﭺ   ﭻ  ﭼ  ﭽ  ﭾ  ﭿ(([6]).

اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وسَلّمْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْمًا. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَانًا صَادِقًا ذَاكِرًا، وَقَلْبًا خَاشِعًا مُنِيْبًا، وَعَمَلاً صَالِحًا زَاكِيًا، وَعِلْمًا نَافِعًا رَافِعًا، وَإِيْمَانًا رَاسِخًا ثَابِتًا، وَيَقِيْنًا صَادِقًا خَالِصًا، وَرِزْقًا حَلاَلاًَ طَيِّبًا وَاسِعًا، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظِّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.

اللَّهُمَّ رَبَّنَا احْفَظْ أَوْطَانَنَا وَأَعِزَّ سُلْطَانَنَا وَأَيِّدْهُ بِالْحَقِّ وَأَيِّدْ بِهِ الْحَقَّ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.

اللَّهُمَّ رَبَّنَا اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.

 

اللَّهُمَّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِ السَّمَاء وَأَخْرِجْ لَنَا مِنْ خَيْرَاتِ الأَرْضِ، وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.

رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.

رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِيْنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ، وَالْمُسْلِمِيْنَ وَالْمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، إِنَّكَ سَمِيْعٌ قَرِيْبٌ مُجِيْبُ الدُّعَاءِ.

عِبَادَ اللهِ: )ﭻ  ﭼ  ﭽ  ﭾ   ﭿ  ﮀ  ﮁ  ﮂ  ﮃ  ﮄ  ﮅ   ﮆ  ﮇﮈ  ﮉ  ﮊ  ﮋ (.

 

 



([1]) سورة البقرة/ 185.

([2]) سورة الذاريات/ 56.

([3]) سورة الصف/ 10-11.

([4]) سورة القدر/ 1-5.

([5]) سورة طـه / 132 .

([6]) سورة الأحزاب / 56 .